خلال السنوات القليلة الماضية، بدأ الوعي لأهمية اتباع نظام غذائي صحي
بالازدياد بشكل ملحوظ. فكيف نختار الريجيم الصحي المناسب لنا؟
خلال السنوات القليلة الماضية، بدأ الوعي لأهمية اتباع نظام غذائي صحي وتغذية
سليمة، بالازدياد بشكل ملحوظ. وقد كانت هنالك عدة
أسباب دفعت الكثيرين باتجاه تبني وإعداد أنظمة غذائية شخصية خاصة بهم، من أهمها
انتشار ظواهر مثل البدانة في سن مبكرة، ازدياد عدد المصابين بامراض القلب والسكري، ازدياد الوعي لكل
ما يتعلق بتأثير المواد الغذائية التي يستهلكها الإنسان على جسمه وصحته، وغيرها من
الأسباب.
لا يشبه أي إنسان منا الاخر، لا بشخصيته ولا باحتياجاته الجسدية. لذلك فإن
كل شخص منا يحتاج لاستهلاك أنواع معينة من الغذاء، ويحتاج لبناء نظام غذائي صحي شخصي يتناسب مع
احتياجاته، ويأخذ بعين الاعتبار عمره، حالته الصحية، وزنه، طوله، طبيعة نموه
وعادات تناوله للطعام. من الممكن أن يساهم هذا النظام في تحسين حالته الصحية، وأن
يحسن استهلاكه للطعام، مع الحفاظ على أن يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي
يحتاجها الشخص.
يقوم خبراء في مجال التغذية ببناء نظام غذائي صحي. لكن قبل ذلك، ومن أجل
تسهيل المهمة، يقوم هؤلاء بإجراء عدد من الفحوص المختلفة، مثل اختبارات الدم التي
تفحص ما إذا كان هنالك نقص معين في الدم، فحص الوزن ومقارنته بالسن والطول، وكذلك
عدد من الفحوص الطبية الأخرى التي تهدف للكشف عن الحالة الجسدية العامة وحالة
الأعضاء المختلفة في الجسم بشكل أكثر تفصيلا. بعد هذه الفحوص يتم بناء نظام
التغذية المناسب للشخص.
هنالك العديد من الأمثلة لأنظمة التغذية السليمة. لكن المثال الأبرز اليوم
هو النظام الغذائي للأطفال في المدرسة. فالحكومات والمنظمات الصحية تشدد، على
الدوام، على أهمية وضع برامج تغذية للأطفال بهدف تجنيبهم الإصابة بالسمنة، نظرا
لأن الكثيرين منهم باتو يعانون منها اليوم.
يحدد هذا النظام الغذائي المخصص للأطفال ترتيب وتفصيل الوجبات التي على الأطفال تناولها (ثلاث وجبات يوميا)، كما يحدد أنواع الأطعمة المسموح تناولها وتلك
الممنوعة (المزيد من الفواكه والخضروات، وقدرا أقل من الوجبات السريعة والحلويات).
بالإضافة إلى ذلك، فان هذه البرامج تشدد -أيضا- على أهمية وجبة الإفطار، وجبة
الساعة العاشرة، وعلى الدمج بين هذا النظام الغذائي والأنشطة الرياضية التي على
الأولاد ممارستها باستمرار وبصورة ثابتة.
مثال بارز اخر للأنظمة الغذائية الصحية، هو النظام الذي يتم إعداده للأشخاص
الذين يعانون من مرض معين، أو الموجودين في حالة بدنية غير طبيعية. فعلى الرغم من
أن النظام الغذائي لن يشفيهم من هذه الأمراض بالضرورة، لكنه يوفر لهم المواد
الغذائية الضرورية التي يحتاجونها وتنقصهم في ظل ضعفهم العام بسبب تناولهم الكثير
من الأدوية، أو لانعدام قدرتهم على تناول عدد من المواد الغذائية.
على سبيل المثال، لا بد أن يقوم الأشخاص الذين يتناولون الأدوية التي تسبب لهم الضعف، بتناول غذاء يحتوي على الفيتامينات التي تقويهم. أما الأشخاص الذين يعانون ضعف الجهاز المناعي، فإنهم لا بد أن
يتناولوا مواد غذائية من شأنها أن تقوي الجهاز المناعي لديهم.
إذا تحدثنا عن الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والسكري، فيتم بالعادة
تزويدهم بنظام غذائي يساعد القلب على الاداء المنتظم، ويساهم في استقرار وتوازن السكر في الدم. وكذلك يتم إعداد النظام
الغذائي الصحي الذي يعتمد بالأساس
على السوائل والمشروبات الغنية بالمواد الغذائية الضرورية لكل الأشخاص الذين
يخضعون لعمليات إعادة تأهيل الفم وترميمه، ولا يكون بإمكانهم المضغ. كذلك، من أبرز
الأنظمة الغذائية التي يتم إعدادها، هنالك النظام الغذائي الخاص بالنساء الحوامل،
والذي يتم إعداده بشكل مناسب، يهدف لتقويتهن وإفادة الجنين بشكل كاف.
هنالك العديد من الأطباء الذين يصفون الأدوية لمرضاهم، لكنهم يوصونهم في
الوقت ذاته بتغيير عاداتهم الغذائية لكي تلائم الدواء الذي يتناولونه. ويعود سبب
ذلك إلى أن بعض الأدوية لها تأثير كبير جدا على الجسم. ويتم بواسطة تغيير عادات
الأكل وبناء نظام غذائي ملائم، الحد من هذا التأثير وموازنته، وبالتالي تجنيبهم
الاثار السلبية المترتبة على تناول هذه الأدوية، التي هم في حاجه إلى تناولها.
المصدر وكالات
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق