كشفت دراسة حديثة النقاب عن أن من يبدؤون يومهم بسيجارة بمجرد أن يستيقظوا يكونون أكثر عرضة من غيرهم من المدخنين للإصابة بسرطاني الرئة والفم
وقد أجريت هذه الدراسة عبر قيام الباحثين بتحليل بيانات نحو ألفي مدخن بالغ ممن شاركوا في مسح أجرته المنظمة الوطنية الأمريكية للصحة والتغذية، حيث أخذ من هؤلاء المشاركين عينات من الدم، كما وأنهم قدموا معلومات حول سلوكهم المتعلق بالتدخين.
وقد وجد الباحثون من خلال هذا التحليل أن 31% من هؤلاء المشاركين كانوا يدخنون السيجارة الأولى في اليوم خلال الدقائق الخمس الأولى التي تلي استيقاظهم من النوم، وأن 32% منهم يدخنون السيجارة الأولى خلال ال 6 – 30 دقيقة الأولى من الاستيقاظ، و 18% يدخنون السيجارة الأولى خلال ال 31 – 60 دقيقة الأولى من الاستيقاظ، و 19% يدخنون السيجارة الأولى بعد ما يزيد عن ساعة من الاستيقاظ.
وقد تبين من خلال عينات الدم التي جرى الحصول عليها من المشاركين أن من يدخنون سيجارتهم الأولى خلال الدقائق الخمس الأولى من الاستيقاظ كان لديهم مستويات أعلى من مادة ال NNAL وهي منتج ثانوي لمادة في التبغ تسبب السرطان وتحمل الرمزة NNK وذلك مقارنة بمن كانوا يدخنون سيجارتهم الأولى بعد ما يزيد عن نصف ساعة من الاستيقاظ.
وأوضح ستيفين برانستيتر، وهو أستاذ مساعد في الصحة السلوكية الحيوية وأحد القائمين على الدراسة المذكورة، أن مستويات ال NNAL كانت أعلى لدى من يدخنون السيجارة الأولى لدى من يدخنون بعد الاستيقاظ مباشرة، وذلك بصرف النظر عن العوامل الأخرى التي ترفع من مستويات المادة المذكورة، منها عدد السجائر التي يدخنها الشخص في اليوم الواحد.
أما السبب وراء ذلك، فقد ذكر برانستيتر إلى أنه من المتوقع أن يكون عائدا لقيام المدخنين بأخذ أنفاس أعمق من السيجارة في الصباح مقارنة بأي وقت آخر من اليوم. وهذا بحد ذاته يفسر سبب إصابة هؤلاء المدخنين بسرطاني الفم والرئة، حيث أن الدخان يستمر فترة أطول في الفم ويصل الرئتين موادا سامة أكثر في حالة الاستنشاق العميق مقارنة بالاستنشاق العادي الذي يحدث في الأوقات الأخرى من اليوم.
لكن، وعلى الرغم من ذلك، فالتدخين بحد ذاته يسبب السرطان في مناطق متعددة من الجسم، من ضمنها الفم والرئة، غير أن السيجارة الأولى تحمل المسؤولية الكبرى للإصابة بهذين النوعين من السرطان.
وفضلا عن التسبب بالسرطان وأمراض القلب وغيرهما من المضاعفات الشائعة، وجد أن التدخين يفضي إلى الإصابة بأضرار عديدة قد يغفل البعض عنها، منها ما يلي:
● وضع “غشاوة” على التفكير، فقد وجدت دراسات عدة أن التدخين يؤدي إلى اضطراب الذاكرة والتفكير المنطقي في منتصف العمر. ويذكر أن من يصابون باضطراب معرفي بسيط، والذي يشمل اضطراب التفكير المنطقي، في منتصف العمر تزيد احتمالية إصابتهم بالخرف مع تقدم السن.
● زيادة احتمالية الإصابة بالالتهابات، فهناك دلائل تشير إلى أن التدخين يدمر الأغشية المخاطية التي تحمي الجهاز التنفسي، ما يتيح الفرصة للجراثيم لإصابة الشخص بالالتهابات. ويذكر أن التدخين السلبي يعرض الرضع والأطفال للإصابة بالتهابات شديدة في الجهاز التنفسي قد تفضي إلى دخولهم للمستشفيات.
● الإصابة بالتجاعيد قبل السن المعتادة لذلك، وذلك في الوجه، ومناطق أخرى غير متوقعة من الجسم، منها مقابل المرفقين.
● التسريع بانقطاع الحيض، وذلك فضلا عن كونه يسبب العقم.
● إضعاف البصر، وذلك كونه يسبب أمراضا في العيون قد تفضي بدورها إلى الإصابة بضعف البصر أو العمى.
● إضعاف الهيكل العظمي وزيادة احتمالية الإصابة بتخلخل العظام، المعروفة بهشاشة العظام، فضلا عن إبطاء عملية شفاء الكسور.
● إلحاق الأضرار بالجهاز المعدي المعوي، حيث أنه قد يسبب قرحة المعدة وحصى المرارة.
● زيادة احتمالية الإصابة بمرض السكري.
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق